أوقفت مصالح الأمن الحضري الأول لغليزان، ظهر أمس، الراقي بلحمر على خلفية وفاة فتاة تبلغ من العمر 20 سنة، خضعت للرقية والحجامة فيما يسمى بـ”العيادة” التي فتحها في هذه المدينة، بعد إغلاق المركز الذي كان يعالج فيه في بلعسل منذ ثلاث سنوات.
“انقلبت الدنيا”، نهار أمس، في حدود منتصف النهار في مدينة غليزان، بعد انتشار خبر وفاة فتاة جاءت من مدينة برج بوعريريج، للتداوي بالرقية عند “الشيخ بلحمر”. وهي التي استقدمها والدها ووالدتها قبل ثلاثة أيام، من الحادثة، وبقيا معها، إلى أن فارقت الحياة، وذكرت مصادر مؤكدة أن الفتاة المتوفاة، كان يعتقد أنها مصابة “بمس من الجن”. فقرر أولياؤها نقلها إلى مدينة غليزان لـ”العلاج عند بلحمر”.
وصل دور الفتاة المتوفاة للرقية، أول أمس السبت، حيث خضعت للحقن بـ”المصل المرقى”، كما خضعت لعملية حجامة، إلا أن حالتها ساءت ليلة السبت إلى الأحد لتفارق الحياة، وتم نقلها من طرف مساعدي بلحمر إلى مستشفى محمد بوضياف في حدود الساعة 11 والنصف، لتقوم إدارة المستشفى بتبليغ مصالح الأمن بالأمر، وتنقل محققو الشرطة من محافظ الأمن الحضري الأول، إلى المستشفى وتبعتهم فرقة للشرطة العلمية، وحضروا عملية المعاينة على جثة الفتاة المتوفاة مع الطبيب الشرعي في حدود الساعة الواحدة والنصف.
ومن جانب آخر تنقلت فرقة أخرى من الشرطة إلى “عيادة بلحمر” وأوقفته رفقة ممرضين يعملون معه، وخضعوا للاستجواب، كما تم حجز أكياس “الأمصال المرقاة” والأجهزة الجراحية التي وجدوها في “العيادة”، وطلبت الشرطة بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة غليزان من والدي الفتاة المتوفاة البقاء في مدينة غليزان، لسماعهما في إطار الدعوى القضائية المفتوحة في قضية وفاة ابنتهما.
اشتهر “الراقي” بلحمر خلال ملحمة أم درمان، وكان قد ضمه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، إلى الوفد الرسمي الذي رافق الفريق الوطني الجزائري إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، كما صرح هذا “الراقي” خلال إحدى الحصص التلفزيونية بأنه “ساهم في تسجيل الهدف في مرمى الحضري في لقاء أم درمان”، واستدل بما قاله عنتر يحيى مسجل الهدف أنه “ضربها أين يسكن الشيطان”، وتوسط له روراوة، ليمنحه والي غليزان السابق عبد القادر قاضي محلا ليمارس فيه “نشاطه” في إطار جمعية بشائر الشفاء التي أسسها مع مجموعة من زملائه الذين يمارسون الرقية في غليزان.
لكن علاقة بلحمر بالسلطات العمومية الجزائرية، خاصة والي غليزان السابق وزير الأشغال العمومية الحالي، ساءت ليقرر هذا الأخير إغلاق “العيادة” التي سمح له بفتحها في بلدية بلعسل المتاخمة لعاصمة الولاية غليزان، ثم تنقل إلى مستغانم التي يقول بلحمر في تصريحاته إنه التقى فيها “الطاوس الجنية التي علمته الرقية” عندما كان صغيرا.
واستأجر بيتا في بلدية مزغران وشرع في ممارسة نشاطه، وهناك لاحقته مصالح الولاية وأمرت مصالح الأمن باعتقاله بتهمة ممارسة نشاط منظم بدون تصريح.
ومثل أمام محكمة الجنح لمستغانم التي أدانته بسنة حبسا نافذا، وبعد خروجه من السجن، حاول فتح “عيادة جديدة” في فندق يقع في حي بلقايد في وهران، إلا أن مالك الفندق تراجع، ثم استأجر بيتا في حي البركي بوهران دائما، وهناك اعترض السكان ومنعوه من ممارسة نشاطه، ليعود إلى مدينة غليزان، حيث استأجر مسكنا في وسط المدينة غير بعيد عن شارع عميروش، وشرع في ممارسة “الرقية” والحجامة، وواصل الناس التردد عليه بأعداد كبيرة من مختلف ولايات الوطن، وحتى من المملكة المغربية ومن المهجر.