أثر تغيير التوقيت الزمني بتقدم الساعة الصيفية بفرنسا، ليلة السبت إلى الأحد، سلبا على نسبة المشاركة خلال الفترة الصباحية للدور الثاني من الانتخابات الإقليمية الفرنسية، حيث بلغت نسبة المشاركة عند منتصف نهار أمس 15.63 في المائة، حسبما كشف عنه بيان للداخلية الفرنسية استلمت ”الخبر” نسخة منه، بتسجيل انخفاض بثلاث نقاط مقارنة بنفس الفترة من الدور الأول، أين وصلت نسبة المشاركة 18.02 في المائة، لتبلغ النسبة النهائية في الدور الأول بعد فرز النتائج نسبة 50 في المائة، إلا أن المشاركة خلال هذا الدور تبقى مرتفعة مقارنة بالدور الثاني للانتخابات الماضية خلال سنة 2011، حيث بلغت 13.68 في المائة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك 1900 مجلس انتخابي معني بهذه الأقاليم، تم إحصاء فوز 150 من بينها في الدور الأول بين الأحزاب الثلاثة، ليبقى التنافس قائما حول ما عدده 1614، شهدت منافسة بين مستشارين نساء ورجال بالتساوي، وهو الجديد الذي عرفته هذه الانتخابات، يوجد من ضمنها 278 منافسة ثلاثية بين الحزب الاشتراكي واليمين الفرنسي واليمين المتطرف، إذ يوجد هذا الأخير لوحده بقوة في 1100 كونتال، أي ما يعادل 50 في المائة، ضعف منافسيها الاثنين اللذين جمعا نسب المشاركة والأصوات بالتحالف مع الأحزاب الأخرى. كما تميزت الحملة في أسبوعها الأخير بلقاءات ساخنة، اشتد فيها التنافس بين الحزب الاشتراكي، بقيادة رئيس الحملة، مانوال فالس، ورئيس اليمين الفرنسي، نيكولا ساركوزي، حيث عرفت تلك الحملة مشادات كلامية وتقاذفا للألفاظ لكل واحد على حدة، إذ تمسك هذا الأخير بمعادلة ”لا للجبهة الوطنية ولا للحزب الاشتراكي”، فيما دعا فالس كل الناخبين إلى التصويت لصالح اليمين الجمهوري، إذا كانت هناك منافسة ثنائية بين اليمين الفرنسي واليمين المتطرف، معقبا على ما جاء على لسان ساركوزي الذي طالب من أولياء التلاميذ المسلمين أن يختاروا لأطفالهم مدارس خاصة يأكلون فيها حسب ما تقتضيه عقيدتهم، بدل اشتراط وجبات حلال داخل المدارس الفرنسية اللائكية، ”بأن هؤلاء هم أبناء الدولة الفرنسية، وعلى اللائكية احترام عقيدة كل فرد من أفراد المجتمع، وهذا ما يعني الركوض وراء أفكار اليمين المتطرف”، يقول فالس، لتغتنم مارين لوبان دور المتفرج في قالب استهزائي من الشخصيتين البارزتين، موضحة بأنه لا يوجد أي أحد منهما تقدم ببرنامج أو أتى باقتراحات مستقبلية تخدم المواطن الفرنسي، برنامج الحملة الوحيد تلخص في الحديث بدون انقطاع عن الجبهة الوطنية الفرنسية، واعدة إياهما بأنها ستحقق انتصارا تاريخيا تسحق من خلاله كلا من الحزبين الاشتراكي واليمين الفرنسي، مشيرة إلى النجاح الذي حصدته في الدور الأول بنسبة 26 في المائة.